الردار24H
شهدت العاصمة مدريد حراكاً دبلوماسياً واقتصادياً مكثفاً خلال انعقاد الاجتماع الثالث عشر رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، حيث أكد قادة رئيس الحكومة عزيز أخنوش ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، رغبتهم المشتركة في بناء مرحلة جديدة من التعاون تتجاوز الإطار التقليدي نحو شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد. فقد أبرز سانشيز قوة الروابط الإنسانية التي تجمع البلدين، مسلطاً الضوء على الدور المتصاعد للجالية المغربية في إسبانيا، فيما أظهرت الأرقام الاقتصادية، التي استعرضها أخنوش، دينامية متنامية جعلت من مدريد الشريك التجاري الأول للمغرب منذ سنوات، مع تبادل تجاري تجاوز 20 مليار يورو سنة 2024 واستثمارات متبادلة في ارتفاع ملحوظ. وعلى هامش هذه المناسبة، وقّعت الحكومتان 14 اتفاقية و11 مذكرة تفاهم شملت مجالات الرقمنة والضرائب والتعليم والدبلوماسية والثقافة والرياضة والحماية الاجتماعية والزراعة والصيد البحري وإدارة الكوارث الطبيعية، إضافة إلى تعزيز التعاون العلمي في دراسة الزلازل بمنطقة مضيق جبل طارق. كما جدّدت إسبانيا دعمها الواضح لمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي لقضية الصحراء المغربية، معتبرة القرار الأممي الأخير تأكيداً على مركزية المقترح المغربي في مسار التسوية. من جانب آخر، شهدت مدريد سلسلة لقاءات قطاعية بارزة، بينها محادثات بين وزيري العدل في البلدين حول رقمنة التعاون القضائي، في خطوة تروم تحديث وتسهيل التعامل مع الملفات العابرة للحدود. وتبرز هذه المعطيات مجتمعة تحول العلاقات المغربية–الإسبانية إلى نموذج لشراكة مستقرة تقوم على الاستثمار في المستقبل، وتوسيع مجالات التعاون، وترسيخ الثقة المتبادلة بين المؤسستين السياسيتين والاقتصاديتين على ضفتي المتوسط.
