الردار24H
في الندوة الصحفية التي سبقت مباراة المنتخب المغربي أمام نظيره المالي، برسم الجولة الثانية من كأس أمم إفريقيا المغرب 2025، خرج وليد الركراكي، مدرب “أسود الأطلس”، بتصريحات قوية وواضحة، وضع من خلالها النقاط على الحروف بخصوص الوضع الصحي للاعبين، الخيارات التقنية، وطبيعة المواجهة المرتقبة، موجها في الآن نفسه رسائل مباشرة للجمهور المغربي.
حسم الجدل حول الإصابات
أولى الركراكي أهمية كبيرة لتوضيح الحالة الصحية لبعض الركائز، نافياً بشكل قاطع الشائعات التي راجت حول إصابة نايف أكرد، حيث أكد أن اللاعب يتدرب بشكل عادي ولا يعاني من أي مشكل، معتبراً أن ما يروج مجرد أخبار غير صحيحة.
في المقابل، أوضح أن رومان سايس يعاني من إصابة عضلية ولن يكون حاضراً في مباراة مالي، بينما يواصل كل من إيغامان برنامجه التأهيلي، وأشرف حكيمي أصبح في وضع صحي جيد، على أن يتم اتخاذ القرار الأنسب بخصوص مشاركته.
تدبير المواهب وعدم “حرق” اللاعبين
وتحدث مدرب المنتخب بإسهاب عن سياسة الطاقم التقني في التعامل مع المواهب الشابة، مستحضراً مثال آيت بودلال، الذي سبق له تدريبه قبل عشر سنوات، مؤكداً أن مسار اللاعب لا يكون دائماً في خط تصاعدي، بل يعرف فترات مد وجزر.
وشدد الركراكي على ضرورة إدماج اللاعبين في الوقت المناسب وعدم الضغط عليهم، مبرزاً أن اختياراته قد تُنتقد في البداية، لكنها تثبت صحتها مع مرور الوقت.
أوناحي… لاعب المنتخب بامتياز
وأفرد الركراكي حيزاً مهماً للحديث عن عز الدين أوناحي، معتبراً أنه عنصر حاسم عندما يكون في مستواه، وأن المنتخب يصبح أقوى بكثير بحضوره. وأكد أنه يمنحه ثقته الكاملة، رغم الانتقادات التي تطاله أحياناً، مشيراً إلى أن اللاعب الموهوب يحتاج إلى المرافقة والدعم، لا إلى الهجوم.
كما أبرز أن أوناحي اختار ناديه انطلاقاً من مصلحة المنتخب، وأن أولويته الدائمة هي حمل القميص الوطني، مضيفاً أن هناك لاعبين يتألقون مع أنديتهم ويخفقون مع المنتخب، بينما أوناحي يمثل الحالة العكسية.
خيارات هجومية مفتوحة
وحول التشكيلة الأساسية، أوضح الركراكي أنها لم تُحسم بعد، وأن القرار مرتبط بالفكر التكتيكي، خاصة في خط الهجوم، حيث يبقى الاختيار مفتوحاً بين النصيري، رحيمي أو الكعبي. وأكد أن دور المهاجم لا يقتصر على التسجيل فقط، بل يمتد إلى العمل الجماعي، مشدداً على أن الخطورة قد تأتي من أي مركز.
مواجهة صعبة أمام مالي
وبخصوص المباراة، شدد الركراكي على أن مواجهة مالي ستكون مختلفة وصعبة، نظراً للشخصية القوية التي يتمتع بها المنتخب المالي، وقوته التقنية، معترفاً بأنهم كانوا يستحقون الفوز في مباراتهم السابقة أمام زامبيا. كما أكد احترامه الكبير لمنتخب مالي، محذراً من أي “طفرة” مفاجئة قد تجعلهم أكثر خطورة.
الجمهور… نقطة التفوق
واعتبر الركراكي أن الميزة الحقيقية للمنتخب المغربي هي الجمهور، داعياً إياه إلى تقديم الدعم الإيجابي وإشعال الأجواء في المدرجات، لأن اللعب على أرض الوطن يتطلب الإحساس بالدفء والمساندة. وأكد أن باقي الجوانب تبقى متقاربة بين المنتخبات، ما يجعل حضور الجمهور عاملاً حاسماً.
صراحة بلا “لغة خشب”
وفي ختام الندوة، جدد الركراكي تأكيده على صراحته المعهودة، قائلاً إنه لا يجيد “لغة الخشب”، حتى وإن اضطر لاستعمالها أحياناً، مفضلاً الوضوح في التواصل مع الرأي العام.
تصريحات الركراكي عكست ثقة كبيرة في المجموعة، ووعياً بحجم التحدي، ورسالة واضحة مفادها أن “أسود الأطلس” يدخلون مواجهة مالي بعقلية التركيز، الاحترام، والبحث عن الفوز، مدعومين بجمهور يعتبره المدرب السلاح الأقوى في هذه البطولة القارية.
