هشام نواش.مديونة
يحيي العالم، في الثالث من دجنبر من كل سنة، اليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة، وهي مناسبة للتذكير بالحقوق الأساسية لهذه الفئة وبضرورة ضمان إدماجها الحقيقي داخل المجتمع. غير أن هذه المناسبة تعيد بشكل حاد تسليط الضوء على واقع مشروع الرياض بسيدي حجاج واد حصار، حيث تسجَّل خدمات شبه منعدمة في مجال التكفل بالأشخاص في وضعية إعاقة.
ففي الوقت الذي تستمر فيه الخطابات الرسمية في التأكيد على أهمية إدماج هذه الفئة وضمان حقوقها الاجتماعية والصحية والتربوية، يبرز مشروع الرياض كأحد المناطق التي تعاني غياباً تاماً لمراكز الإدماج والتأهيل، سواء تلك الموجهة للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية أو الحركية، أو المراكز المتخصصة في الترويض الطبي والدعم النفسي والتربوي.
هذا الوضع يدفع عدداً كبيراً من الأسر إلى التنقل يومياً خارج المنطقة بحثاً عن خدمات أساسية قد تكون متوفرة في أحياء أخرى، ما يشكّل عبئاً مادياً ونفسياً مضاعفاً، ويحدّ من فرص الاندماج الاجتماعي للأطفال والشباب في وضعية إعاقة. كما يؤثر غياب هذه البنيات على تمدرس العديد منهم، بسبب ضعف المواكبة البيداغوجية وغياب الفصول الدامجة أو التعليم المتخصص بالقرب من مقر سكناهم.
وتؤكد فعاليات جمعوية محلية أن مشروع الرياض، رغم كونه أحد أكبر مشاريع إعادة إيواء دور الصفيح بالمنطقة، ما زال يفتقر إلى مقاربة اجتماعية مندمجة تراعي التنوع والاحتياجات الخاصة للمواطنين. وتضيف أن توفير مراكز استقبال وتأهيل وتكوين لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة بات ضرورة ملحّة وليس مطلباً ثانوياً، خصوصاً مع تزايد عدد الساكنة وتوسع الرقعة العمرانية للمشروع.
وفي انتظار تحرك الجهات المسؤولة لإحداث بنية اجتماعية متخصصة، ترفع أسر الأشخاص في وضعية إعاقة صوتها مطالِبة بتفعيل مضامين الدستور والقوانين المنظمة، وتجسيد التزامات المغرب الدولية في مجال النهوض بحقوق هذه الفئة، عبر ضمان خدمات قريبة، فعّالة، ومستمرة.
ويبقى الأمل معقوداً على أن يشكل هذا اليوم العالمي فرصة لإطلاق مبادرات عملية داخل مشروع الرياض، تعيد الاعتبار لهذه الفئة وتضمن لها حقها الكامل في الإدماج، الكرامة، والمساواة
