استهلّ المنتخب الوطني المغربي مشاركته في نهائيات كأس إفريقيا للأمم المقامة بالمغرب بانتصار مهم على منتخب جزر القمر بهدفين دون مقابل، في المباراة الافتتاحية التي جرت مساء الأحد على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، واضعاً أولى لبنات المشوار القاري بثلاث نقاط ثمينة.
ورغم الفوز، لم يُخفِ وليد الركراكي، الناخب الوطني، صعوبة المواجهة، معتبراً أن مباريات الافتتاح غالباً ما تكون معقدة من الناحية الذهنية والتكتيكية. وأوضح في تصريحات أعقبت اللقاء أن المنتخب سيطر على أطوار الشوط الأول، لكن دون نجاعة هجومية كافية، بسبب ضعف التمركز داخل منطقة الجزاء، رغم الاستحواذ الكبير على الكرة.
وأكد مدرب “أسود الأطلس” أن الطاقم التقني كان مدركاً للحاجة إلى تصحيح بعض الجزئيات بعد الاستراحة، وهو ما انعكس إيجاباً في الجولة الثانية، حيث ارتفع الإيقاع وزادت الشراسة الهجومية، لتأتي الأهداف تباعاً. واعتبر الركراكي أن رد فعل اللاعبين عكس شخصية المجموعة وقدرتها على التعامل مع الضغط، خاصة في مناسبة افتتاحية أمام الجماهير المغربية.
وفي سياق متصل، طغى القلق على الأجواء داخل المعسكر المغربي بعد إصابة قائد المنتخب رومان سايس، الذي غادر أرضية الملعب مبكراً متأثراً بآلام على مستوى الركبة. وأكد الركراكي أن الطاقم الطبي ينتظر التشخيص النهائي لتحديد طبيعة الإصابة، معبّراً عن أمله في ألا تكون خطيرة وأن يتمكن اللاعب من العودة سريعاً للمشاركة في باقي مباريات البطولة.
وأشار الناخب الوطني إلى أن إصابة سايس تشكل ضربة موجعة، خاصة في ظل معاناة المنتخب أيضاً من غياب أشرف حكيمي، مبرزاً في الآن ذاته توفر بدائل قادرة على سد الفراغ، مثل جواد الياميق وآدم ماسينا، مع التشديد على القيمة الفنية والخبرة الكبيرة التي يمثلها قائد “الأسود” داخل المجموعة.
وتحدث الركراكي عن سيناريو المباراة، معتبراً أن التوتر كان حاضراً بقوة في الشوط الأول، خصوصاً بعد إهدار ركلة جزاء وإصابة سايس، ما زاد من صعوبة المهمة. غير أن التحلي بالصبر واللعب بروح جماعية مكّن المنتخب من فرض سيطرته في الشوط الثاني، مستفيداً من تراجع اللياقة البدنية لمنتخب جزر القمر، ونجاح الاختراقات عبر الأجنحة، التي أثمرت هدفين، أحدهما بتوقيع أيوب الكعبي.
وختم مدرب المنتخب الوطني تصريحاته بالتأكيد على أن الهدف ليس الظهور بأقصى الجاهزية منذ المباراة الأولى، مشدداً على أن البطولة طويلة وتتطلب تدبيراً ذكياً لكل مواجهة على حدة. كما اعتبر أن المباراة المقبلة أمام منتخب مالي، المقررة يوم الجمعة 26 دجنبر بالرباط، ستكون اختباراً حقيقياً، نظراً لقيمة لاعبيه واختلاف أسلوب لعبه، ما يفرض استعداداً خاصاً وتعاملاً تكتيكياً مغايراً.
وبهذا الفوز، يضع المنتخب المغربي قدماً أولى في دور المجموعات، معززاً حظوظه في المنافسة على اللقب القاري، وسط دعم جماهيري كبير وآمال معلّقة على مواصلة الانتصارات.
