هشام نواش.مديونة
في سياق الجهود المتواصلة لتحسين خدمات النقل العمومي وتعزيز الربط بين مختلف جماعات إقليم مديونة، علمت الردار 24 أنه تم صباح اليوم الأربعاء تأجيل اللقاء التشاوري الذي كان مقررا عقده بعمالة الإقليم، والذي كان ينتظر أن يحسم في الخطوط الجديدة للحافلات العمومية المبرمجة ضمن مخطط إعادة هيكلة النقل بالعاصمة الاقتصادية.
ويأتي هذا التأجيل بعد عدة لقاءات تشاورية جمعت خلال الأسابيع الماضية ممثلي السلطات الإقليمية ومؤسسة التعاون بين الجماعات البيضاء وشركة ألزا البيضاء، إضافة إلى المصالح الاقتصادية بعمالة مديونة. وكانت هذه اللقاءات تهدف إلى رسم تصور مشترك لشبكة خطوط قادرة على الاستجابة للطلب المتزايد على النقل العمومي، والتخفيف من معاناة الساكنة مع التنقل اليومي نحو الدار البيضاء ومحيطها.
اجتماع مؤجل كان مرتقباً أن يحسم في صيغ الخطوط الجديدة :
الاجتماع المؤجل كان سيعقد تحت إشراف السيد علي سالم الشكاف، عامل إقليم مديونة، وبحضور رئيس مؤسسة التعاون بين الجماعات البيضاء وممثلي شركة ألزا البيضاء، إلى جانب رئيس القسم الاقتصادي والتنسيق بالعمالة. وكان يهدف إلى المصادقة على التصور النهائي لشبكة الخطوط، خاصة بعدما تقدمت الجماعات الترابية بعدة مقترحات لتوسيع وتعديل المسارات الحالية لتشمل الأحياء والمراكز الأكثر كثافة سكانية.
مصادر محلية تؤكد أن التأجيل جاء لأسباب تقنية وتنظيمية، مع التأكيد على أن سيرورة المشاورات ما تزال مستمرة، وأن العمل جارٍ على حسم التفاصيل الأخيرة التي تهم عدد الخطوط الجديدة، وتردد الحافلات، والمسارات التي ستشمل المناطق التي تعاني من خصاص حاد في النقل، خاصة بجماعات سيدي حجاج واد حصار، الوطنية، الهراوشة، ومديونة المركز.
انتظارات كبيرة لدى الساكنة… ومطالب بتسريع تنزيل الشبكة الجديدة :
وتعاني ساكنة مديونة منذ سنوات من نقص كبير في خدمات النقل العمومي، حيث يشتكي المواطنون من بعد المسافات، وطول فترات الانتظار، وضعف التغطية بالخطوط، ما يضطر الكثيرين إلى الاعتماد على النقل غير المنظم أو سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة بأسعار مرتفعة.
هذا الوضع جعل الأنظار تتجه بقوة إلى الاجتماعات الجارية بين الأطراف المعنية، باعتبارها فرصة لإعادة رسم شبكة أكثر عدالة وفعالية، خاصة أن الإقليم شهد خلال السنوات الأخيرة توسعاً عمرانياً كبيراً وتزايداً في عدد السكان بفعل مشاريع السكن الاجتماعي وإعادة الإيواء، ما يجعل تحسين خدمة النقل ضرورة ملحّة وليست مجرد خيار.
ترقب لموعد جديد… وتأكيد على مواصلة المشاورات :
وحسب المعلومات المتوفرة، فمن المنتظر أن يتم تحديد موعد جديد لهذا اللقاء خلال الأيام المقبلة، بهدف استكمال النقاشات التقنية والوصول إلى صيغة توافقية تُرضي مختلف المتدخلين وتضمن خدمة نقل ترقى إلى تطلعات ساكنة الإقليم.
ويؤكد المتتبعون أن نجاح هذا المشروع رهين بتكامل الرؤى بين السلطات المحلية ومؤسسة التعاون والشركة المكلفة بالتدبير المفوض للنقل، إلى جانب إشراك المنتخبين المحليين في بلورة تصور شامل يضمن توسيع العرض وتحسين جودة الخدمات، بما في ذلك احترام مواعيد الانطلاق، تعزيز الأسطول، وتغطية المناطق التي تعاني من العزلة.
وفي انتظار الإعلان عن الموعد الجديد للاجتماع، تبقى آمال الساكنة معلقة على أن يُفضي هذا المسار التشاوري الطويل إلى نتائج ملموسة تُسهم في حل أزمة النقل التي تُعد من أبرز الإشكالات اليومية التي تؤثر على جودة الحياة والتنقل داخل إقليم مديونة.