الردار24H
في أمسية إنسانية نابضة بالتأثر، خصّ المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في يومه الخامس من دورته الـ22، الفنانة الكبيرة راوية بتكريم وُصف بأنه من أقوى لحظات النسخة الحالية، بعد أن تحولت منصة قصر المؤتمرات إلى مساحة اعتراف علني بمسار فني استثنائي تجاوز أربعة عقود. فقد امتزجت دموع التأثر بتصفيقات طويلة أحيت ذاكرة أعمال خالدة ومشوار امرأة جعلت من التمثيل فعلا للحياة ومن كل دور بصمة خاصة لا تُنسى.
وخلال الحفل، أعاد المهرجان استحضار أسماء فنانين مغاربة رحلوا خلال العام، من أمثال محمد الشوبي وعبد القادر مطاع ونعيمة بوحمالة وآخرين، تأكيدا على استمرار حضورهم الرمزي في تاريخ السينما الوطنية. وبعد تقديم مؤثر للمخرج نور الدين الخماري، ظهرت راوية على الخشبة وسط تفاعل كبير، حيث أكد المكرِّمون أنها تنتمي إلى “عائلة الممثلات اللواتي يهبن للشخصيات عمقا وإنسانية، ويحمل صمتُهنّ كرامة المرأة المغربية”.
الخماري، الذي قدّم شهادة صادقة في حق الفنانة، أكد أنها “رمز وذاكرة وصوت للمرأة الحرة”، مستحضرا عملهما المشترك في “كازانيغرا” و“الزيرو”، ومشيرا إلى شجاعتها وإصرارها على الإتقان حتى في أصعب المشاهد. وأبرز أن المغرب يملك في راوية موهبة لا تقل إشعاعا عن أسماء عربية وعالمية بارزة.
أما راوية، فكانت كلماتها مفعمة بالصدق والعاطفة، معتبرة أن “تصفيقات الجمهور نزلت عليها كالمطر”، قبل أن تعبر عن امتنانها العميق للملك محمد السادس وللأمير مولاي رشيد على دعمهما للمهرجان، ولجميع القائمين على إنجاح هذه التظاهرة الثقافية. ووجهت الفنانة تحية كبيرة للجمهور المغربي داخل الوطن وخارجه، مؤكدة أن هذا التكريم يعود بالأساس إلى المخرجين والمبدعين الذين وضعوا ثقتهم في موهبتها.
واختتمت راوية لحظتها المضيئة برسالة حب للمبدعات والمبدعين الذين شاركتهم أعمالا شكلت جزءا من ذاكرة المشاهد المغربي على امتداد ثلاثين سنة، معتبرة أن الفضل في تتويجها يعود لهم ولكل من رافقها في رحلة عشقها للفن.
